الأرقام العربية والهندية
إن أهل المشرق العربي –وعلى مدى عقود طويلة من الزمن– كانوا قد رسخوا مفهوماً خاطئاً في عقول ووجدان كل الأجيال العربية المشرقية عبر مناهج التعليم أساساً وعبر أوعية الإعلام باختلاف صورها، مفاده أن الأرقام الهندية التي يستخدمونها هي أرقام عربية
1- الأرقام العربية: 1234567890
2 begin_of_the_skype_highlighting 1234567890 2 end_of_the_skype_highlighting - الأرقام الهندية:
(۰ ۱ ۲ ۳ ٤ ٥ ٦ ٧ ۸ ۹)
أما الاختراع العبقري الذي أضافه المسلمون هو الرقم صفر الذي كان شكله دائرة ليس فيها أي زاوية (عدد الزوايا صفر).
المغرب العربي كانت له المبادرة في استخدام الأرقام العربية الأصلية، وهي حاضرةٌ الآن في كل معاملاتهم ووثائقهم ومكاتباتهم وصحفهم. غير أن المشرق العربي لا يزال يحتفظ بالأرقام الهندية باعتبارها عربية. إن أهل المشرق العربي –وعلى مدى عقود طويلة من الزمن– كانوا قد رسخوا مفهوماً خاطئاً في عقول ووجدان كل الأجيال العربية المشرقية عبر مناهج التعليم أساساً وعبر أوعية الإعلام باختلاف صورها، مفاده أن الأرقام الهندية التي يستخدمونها هي أرقام عربية والغريب والطريف هو أنَّ الغرب والأميركان أنفسهم يُقِرون بأن الأرقام التي تستخدم في الشرق الأوسط الآن هي هندية، وأن الأرقام التي يستخدمها العالم كله (بما فيها الهند) هي أرقام عربية
انتقال الأرقام العربية إلى أوروبا
درس البابا سيلفيستر الثاني في جامعة القرويين وأدخل الأرقام العربية إلى أوروبا فمن أجل ذلك يطلق عليه أحيانا بابا الأرقام[4]، وكانت أوروبا حينها تستعمل الأرقام الرومانية التي لا تساعد على إنجاز أبسط العمليات الحسابية. وقد وجد سيلفيستير الثاني صعوبة في إدخال الأرقام العربية إلى أوروبا، فالكتاب اعتقادا منهم بتفوق الثقافة الرومانية واليونانية على كل الثقافات، لم يكونوا مستعدين لتقبل أهمية الصفر ولا الأرقام العربية، فقد كانوا يعتبرون كل الحضارات الأخرى متخلفة
(barbarian civilization)،
لذلك قام جيربير (سيلفيستر الثاني) باختراع لوح أباكوس جديد سمي ب أباكوس جيربير وهو لوح مطور عن اللوح أباكوس الروماني وأكثر فاعلية، استعمل فيه الأرقام العربية دون الصفر، لذلك تجد الصفر غير ظاهر في مخطوطات القرن العاشر والحادي عشر الميلادي