قصة جابر ودين أبيه :
عن جابر بن عبد الله أن أباه توفي وعليه دين قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبى ترك عليه دينا وليس عندى إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معى لكيلا يفحش على الغرماء فمشى حول بيدر، من بيادر التمر(والبيدر مكان واسع) فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه، فقال:انزعوه، فأوفاهم الذي لهم وبقى مثل ماأعطاهم. رواه البخاري.
وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه له ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره وفي الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فضل له من التمر أكثر فوق ما كان يأمله ويرجوه و لله الحمد والمنة.
قصة الغزالة :
عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال: "أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله، قال: "خلوا عنها حتى تأتى خشفيها ترضعهما وترجع إليكم"، فقالوا من لنا بذلك؟ قال "أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أين أصحاب هذه؟" فقالوا: هو ذا نحن يا رسول الله فقال "تبيعونيها؟" فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال: "خلوا عنها" فأطلقوها فذهبت.رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهانى في كتاب دلائل النبوة.
قصة الذئب وشهادته بالرسالة :
روى الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدري قال: عدا الذئب على شاة فأخذها فطلبه الراعي فانتزعها منه، فأقعي الذئب على ذنبه(أي جلس على ذيله) فقال: ألا تتقى الله؟ تنزع منى رزقا ساقه الله إلى؟ فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي:"الصلاة جامعة" ثم خرج فقال للراعي:"أخبرهم" فأخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده".
رواه الإمام أحمد.(وعذبة السوط طرفه)
قصة البعير العاصي :
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه (أي يسقون عليه)وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" قوموا" فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته فقال: ليس على منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:"لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه". رواه الإمام أحمد بإسناد جيد .
عين تبوك :
روى مسلم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتى " قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ(كناية عن قلتها) فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئا؟ قالا: نعم: فسبهما وقال لهما: ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شئ ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا. رواه مسلم