البركة في الطعام والشراب :
روى مسلم عن جابر بن عبدالله أنه كان في العسكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر، ناد الوضوء، فقلت: ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ قال: قلت يا رسول الله: ما وجدت في الركب من قطرة، وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله في أشجاب(جمع شجب وهو وعاء من ماء) له على حمارة(الحمارة أعواد تتعلق عليها أوعية الماء) من جريد قال: فقال لى: انطلق إلى فلان الأنصارى فانظر هل ترى في أشجابه من شيء، قال: فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها(أي في فم إحدى القرب) لو أنى أفرغته لشربه يابسه قال: اذهب فأتنى به فأتيته فأخذه بيده فجعل يتكلم بشئ لا أدرى ما هو وغمزه(أي حركه) بيده ثم أعطانيه فقال: يا جابر ناد بجفنة (الجفنة إناء واسع)فقلت: يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا، فبسطها وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة(الجفنة إناء واسع) وقال: خذ يا جابر فصب على وقل: بسم الله، فصببت عليه وقلت: بسم الله،فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت، فقال: يا جابر، ناد من كانت له حاجة بماء، قال فأتى الناس فاستقوا حتى رووا، فقلت: هل بقى أحد له حاجة؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهى ملأى.
قال: وشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فقال: عسى الله أن يطعمكم فأتينا سيف(أي ساحل) البحر، فزخر زخرة (أي علا موجه) فألقى دابة، فأورينا (أي أوقدنا) على شقها النار فطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا. رواه مسلم .
أمعاء الكافر وأمعاء المسلم :
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن المسلم يشرب في معا واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء". رواه مالك ومسلم واللفظ لمالك
انقياد الشجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى مسلم عن جابر بن عبدالله في حديث طويل قال فيه: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله فلم ير شيئًا يستتر به و إذا بشجرتين بشاطئ الوادى، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادى على بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادى على بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنتصف مما بينهما لأم بينهما ـ يعنى جمعهما ـ فقال: التئما على بإذن الله فالتأمتا قال جابر، فخرجت أسرع مخافة أن يحس رسول الله بقربى فيبتعد فجلست أحدث نفسى فحانت منى لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم و إذا بالشجرتين قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله وقف وقفة فقال برأسه هكذا يمينا وشمالا رواه مسلم.